السؤال.. بسم الله الرحمن الرحيم.. أشكر لكم هذا الموقع الرائع على ما يقدمه لنا من استفادة.
ابني عمره الآن 3 سنوات و3 أشهر، وقد عودته على النظافة حين كان عمره سنة ونصف، والحمد لله استجاب بسرعة ومرّ شتاء وصيف وهو نظيف نهارا وليلا، ولكن منذ أن دخل الشتاء السابق بدأ بالتبول الليلي، فأصبحنا نأخذه إلى الحمام في الليل عدة مرات.
وفي معظم الليالي يتبول على نفسه، ووصل بنا الحد إلى إرجاع الحفاضة له، لأنه يعاني من حساسية شديدة بالبرد واللوز، خفنا عليه، ولكن بمجرد تحسن الجو رجعنا إلى رفع الحفاضة وأخذه 3 مرات بالليل إلى الحمام، ولكنه الآن رغم ذلك يتبول على نفسه مرة أو مرتين أسبوعيا.
ابني لا يعاني من أي أمراض والحمد لله إلا حساسية اللوز، وأنجبت طفلا بعده عمره سنتان، ولكنه لا يغار منه، وهو مرح ومحبوب جدا، والدلال متوفر له من جميع من حوله، ولكن شكله لا يوحي بعمره؛ لأنه ضعيف البنية وقصير القامة بالنسبة لمن بعمره، تقدر به عمر سنتان ونصف فقط.
أرجو أن تدلوني على كيفية التعامل معه وعلى الحل بإذن الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حجازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لست وحدك أخى الكريم الذي مر بتجربة التبول اللاإرادي لطفل من أطفاله، بل كثير من الناس لديه طفل أو أكثر يعاني من نفس المشكلة.
والطفل الذي تم تدريبه ولم يعد للبول فترة من عمره ثم عاد للتبول الليلي يعتبر عاملا أو سببا ثانويا وليس سببا أوليا، والمقصود بذلك أن الطفل الذي لم يحصل على فترة جفاف ليلي بعد التدريب، أي كان يبلل نفسه منذ الولادة فالسبب هنا سبب أولي، والطفل الذي مر بتجربة الجفاف مثل طفلك فالسبب ثانوي.
والأمر هنا له أحد احتمالين، والأرجح كليهما معا:
الأول: هو غيرة داخلية من الزائر الجديد الذي يبول على نفسه، ونغني له وكلما زاد في البول وحتى الغائط كلما زاد الغناء واللعب والتقبيل، وهو يلاحظ ويراقب ويسجل ويصمت، والعقل الباطن يقول له: لماذا أخي يبول على نفسه وأمي تغني له، وإنا لما أردت أن أبول على نفسي مثله إذا هي تصرخ في وجهي وتضربني وتتفاقم المشكلة، وتصبح حالة مرضية.
والأمر الثاني: هو حدوث التهاب في المسالك البولية، وهذا الالتهاب يؤدي إلى التبول الليلي، وهذا سبب من أسباب التبول الثانوي وطبعا تناول العصائر والحلويات والسوائل الزائدة بالطبع تزيد من إدرار البول، وبالتالي البلل.
وحتى نتعامل مع المشكلة علينا الآتي:
أولا: عمل تحليل ومزرعة بول وإعطاء الطفل علاجا حسب نتيجة المزرعة لمدة عشرة أيام، ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد انتهاء المضاد بأربعة أيام، وأحيانا سونارا على الكلى والمسالك يكون جزءا من العلاج.
ثانيا: مراعاة الحالة النفسية للطفل خصوصا والأخ الأصغر كبر الآن، وبالتالي التعامل مع الاثنين بحذر في اللعب والهدايا والتقبيل والدلع كلمة بكلمة وقبلة بقبلة.
ثالثا: ليس للتوبيخ والضرب والإهانة مكان في علاج التبول الليلي أو البلل؛ لأنه قبل السادسة من العمر يسمى التشخيص بلل، وبعد السادسة يسمى تبول لا إرادي.
رابعا: قلل كمية السوائل بداية من العصر وخصوصا الشاي والعصير، ولكن الماء مسموح في حالة العطش بكميات قليلة، وحتى نستطيع أن نفعل ذلك، فهذا ينطبق على كل العائلة، فلا يصح أن أشرب شاي أو عصير أمام الطفل وأقول له لا تشرب عصير حتى لا تبول على نفسك يا ولد!
خامسا: عدم التوبيخ أو اللوم إذا تكررت مسألة البول وحتى تمر الفترة الأولى للعلاج بدون انتكاسة، وإذا حدث بلل نقول له لا تخاف حبيبي هذا الموضوع مرض، وكل أو معظم الأطفال تحدث لهم هذه المشكلة، وبعد العلاج يصبحوا طبيعيين.
سادسا: عمل تسجيل ونعطي جائزة لليوم الذي يحدث فيه الجفاف، تشجيعا له على الاستمرار.
وأخيرا: الصبر قليلا؛ لأن الموضوع يحتاج إلى فترة صبر، وأحيانا يأخذ مدة أكثر مما نتوقع، ولكن الالتزام بهذا البرنامج إن شاء الله تعالى يؤدي الى نتيجة طيبة.
وفقك الله!
الكاتب: د. عطية إبراهيم محمد
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية